تناول نائب رئيس الوزراء الدكتور ممدوح العبادي، حادثة إنشاء أول نفق للمشاة أمام الجامعة الأردنية بعد حادث دهس أليم، حيث دفع الحادث الأمانة إلى اتخاذ قرار حاسم بتنفيذ المشروع خلال شهرين فقط، لتبدأ من هناك مسيرة تطوير شبكة الأنفاق في العاصمة عمّان.
وأضاف العبادي في كتابه السياسي الأمين، أنه حقق فريق الأمانة بقيادة المهندس فلاح العموش إنجازًا غير مسبوق بحفر نفق مشاة مقابل مستشفى الجامعة الأردنية خلال 24 ساعة فقط، في تجربة أثبتت كفاءة وإصرار العاملين على تنفيذ مشاريع تخدم المدينة وتساهم في تنظيم حركة المرور بشكل حضاري وعصري.
وتاليًا النص كما ورد في الكتاب: 
" فى بدايات ترؤسى للأمانة، وقع حادث دهس اليم قبالة الجامعة الأردنية في العاصمة، توفيت على إثره شقيقتان، وكان هذا الحادث قد استفزني ذهنيا ووجدانيا، فتوصلت إلى قرار بضرورة إنشاء نفق للمشاة أمام الجامعة. وبالفعل، وبعد مداولات سريعة، تم إنشاء النفق في غضون شهرين، ومن هنا لمعت إلى الواجهة فكرة إنشاء الأنفاق، سواء للمشاة أو للسيارات، في مواقع مختلفة. العاصمة، وتحديداً شارع الجامعة الأردنية الحيوي والمزدحم، والشريان الرئيسي الموصول بكل أنحاء المملكة، من الأغوار الشمالية، والبلقاء، وجرش، وإربد، وعجلون. 
كانت الخطة المرورية من أولويات عملي في الأمانة، على أن تكون خطة متكاملة وشمولية لتنظيم المدينة وشوارعها، وتسهيل حركة المرور فيها، وجعلها مدينة عصرية حضارية محتفظة بروحها العتيقة.
كان المهندس فلاح العموش مديرًا تنفيذيًا في الأمانة؛ أي مسؤولاً عن الطرق والمرور في الأمانة قبل أن يكون وكيلاً للأمانة، فطلبته بعد نحو شهرين من استلامي مهمتي الجديدة، وكنت أخرج في الجولات الميدانية بطبيعة الحال. سألته عن حلمه ورؤيته لمخطط العاصمة المروري، فأجاب: «إكمال مشاريع الطريق من طريق الصناعة في بيادر وادي السير إلى عبدون، مخترقا طريق المطار بجسر، ومن عند السفارة الأمريكية وصولاً إلى رأس العين، وكذلك ربط شارع اليرموك بطريق الحزام من أسفل الجسور العشرة، وكذلك شارع يربط ماركا مع طبربور، وشارع مرج الحمام من إسكان القوات المسلحة حتى راس العين «شارع الإرسال». لكن العموش يومها قال إن لديه ما هو فوق الحلم»، فسألته ما هو؛ ليجيب: «شارع الأردن».
كان المشروع الثاني لأنفاق المشاة مقابل مستشفى الجامعة الأردنية، مخططا أن يحال عطاء تنفيذه إلى إحدى شركات المقاولة، حتى جاء العموش وعرض أن تنفذ مديريته أعمال الحفر، ورأى وكيل الأمانة أن ذلك سيستغرق منه شهرًا أو أكثر؛ لأنه لن يستطيع إنهاء الحفريات خلال المدة المطلوبة، فقال فلاح متحديا إنه سينفذ الحفريات، وينهيها في غضون أسبوعين، وكان قد اتفق مع العاملين، من دون علمي، بأن الحفريات ستنجز في أسبوع وكانت هذه من السوابق في تاريخ الأمانة.
وبحسب ما روى لي فلاح، بأن شباب المديرية بدأوا يتنافسون على إنجاز أعمال الحفر، فمنهم من عرض أن ينجز بثلاثة أيام أو أكثر قليلاً، لكن شابا كان اسمه سالم سوادحة - رحمه الله - بادر وأعلن لفلاح أنه سيحفر النفق خلال 24 ساعة، وطلب حق اختيار من يعمل معه، وتخصيص مكافآت لهم، فما كان من فلاح إلا أن وافق على الفور، وأبلغه أنه سينهي ارتباطه بالأمانة إن لم يلتزم بالموعد . مررت ليلة بدء عمليات الحفر، وكان فلاح موجودًا في الموقع، وتفاجأت بأن نصف أعمال الحفريات قد أنجز. وتم بالفعل الانتهاء من عمليات الحفر خلال 24 ساعة، ومنذ تلك اللحظة أيقنت أن في الأمانة شبابًا ذوي إمكانيات هائلة يمكن استغلالها لعمل المعجزات".